تلوث

تلوثت مثلما تلوث العديد من البشر
أصبحت أحمل الأسود على يدي
وعلامة الشر مرتسمة على جبهتى
لقد تلوثت
فقدت الرغبة فى الأستمرار
لم أعد أرى الجديد فى شروق الإله وغروبه
أنتظر أنتقام الطبيعة من البشر أجمعين

من أخطأ هو أم أبواه؟
يسئلنى أحد شياطينى بأستمتاع وينظر لى بلهفة رغم علمه بال`جابة
أنظر له بفراغ وأجيب : أنا من أخطأ لا هو ولا أبواه
فيتركنى ويتسلق حوائط الكهف الخشبى ليتدلى من فوق ويضحك فى خبث

الكثيرون قالوا أشياء عن عبث الحياة وهو ما أراه غير حقيقى
ﻷن من يتحدث عن عبث الحياة هو فى داخله جزء من الأمل الرافض لكل هذا
لكننا تلوثنا فلا داعى لمهترات لا نفع لها

لكن رغم كل هذا مازلت اتألم لرؤية إنسان عاجز
لرؤية طفل يتألم
لرؤية معاق لا يهتم به أحد
وهذا ما يجعلنى اتأكد أن التلوث لم يحرق روحى بأكملها
مازال هناك جزء يحاول الأستمرار
يحاول الشروق مثل الإله

مثلما ينير الإله كل يوم الإنسان
هكذا على الإنسان أن يحاول إنارة الأنسان أخيه
لكنه لا يحدث
الكل يريد الضياء له وحده
الكل يتحدث عن ما يمكن أن يفيده فى الأخر دون النظر عن ما يمكن أن يقدمه ... لقد تلوثنا
فقدنا ما كان يميزنا
فقدنا ما كان يجعلنا نشعر بالفخر من أنفسنا

لذا فيكون الحل أن تقوقع داخل أنفسنا حتى نترك الوقت
لنتلوث أكثر وأكثر
حتى نموت دون ندم على كل ما  فعلناه