العبث ...مرة أخرى


كنت منذ زمن أحاول أن أكون الإنسان الذى أريده
فى عالم يحاول القضاء على أى شىء إنسانى يجعل الإنسان ... إنسان

لكن فى النهاية ينتصر العبث كالعادة

لم ألتقى المجنون أو النبى منذ زمن سحيق
قرابة الخمس سنوات
بحثت عنهم فى كل الأماكن التى كنت التفيهم فيها
قيل لى من صديق مشترك أن أمن الدولة قد قبض عليهم بسبب تعاليمهم الثورية
وأنهم متهمون بأشعال ثورة 25 يناير المصرية
لم أصدقه .. لكن أختفائهم المريب جعلنى أقتنع أن هذا هو السبب الوحيد لأختفائهم

ذهبت إلى الكهف الخشبى مكان التقائنا لعل أجد أى رسائل قد تركوها
لكن لا شىء

كل من يحاول أن يعيش دون قناع ... يُقتل
ومن يعبش بقناع ... يُنبذ
لأن لا أحد يريد التضحية من أجل الأخر

فى يوم ذهبت الى القاضى العظيم الذى يعطى الحقوق لكل من نُهب حقه
وجدته جالساً كما هو بجانب كنزه الكتبى الذى كنت أتمنى منذ صغرى الحصول عليه
لكنى لم أجد أحد من طالبى العدل
نظر لى وقال: مر زمن طويل منذ أتيت أخر مرة ... أرى أن الزمن ترك بصماته البيضاء عليك
أجبته: لقد حاربنى الزمن وتركنى لأتقاتل مع ذاتى أحببت أن أتى لأرى العدل بتحقق لعل أعود مرة أخرى كما كنت
قال لى: لم يعد العدل سيف ... ولم يعد أحد يهتم بتطبيق العدل
أنت أول من يدخل هنا منذ قرون
قلت له: أنا أريد العدل
قال لى: لقد مات أبحث عن المجنون أو النبى فقد يساعدونك
أجبته: لقد قبض عليهم .. أختفوا
لم يجيبنى بل تركنى ودخل إلى مخدعه

فى اليوم الأول من عام القمر ذهبنا لنحتفل بالضوء الفضى الذى كان يقود مسيرتنا لسنوات فى الصحراء الكبرى
لم يأتى أحد سواى ... جلست أفكر فى كم البشر الذين ضحوا بكل شىء من أجل العبث
لقد باعوا ذواتهم من أجل أن يكونوا شيئاًُ أمام الأخرين
لم يهتموا برؤيتهم أمام أنفسهم
بل فضلوا الأخر ... الهذا لم يأتوا ليحتفلوا؟

لم يعد هناك أحد لقد أختفى الجميع
الكل تنكر خلف قناعه ليكون مع الأخرين
فقط مع الأخرين
وفى سبيل هذا تخلوا عن كل شىء
حتى ذواتهم

Comments

sheko said…
ولكن الاضواء غير كافيه
لرؤيه المسافه
.............
بس انت شوفت حته كبيره

Popular Posts