حوارات العقل للبحث عن الذات: واقع كـ......ـ

حوارات العقل للبحث عن الذات: واقع كئيب لحياة واقعية يرفضها الجميع من أجل الوهم بغد مشرق .... أو بأختصار البحث عن سبب مقنع للأستمرار من أجل جعل جملة "بكرة أحسن" لها معنى حقيقى وليس مجرد أفيون للإنسان

فيما مضى كنت أحاول البحث عن ذاتى فى وجه الأخر
مؤمناً أن كل ما يحدث لى هو نضوج للخبرة الإنسانية التى يبنيها كل شخص فى حياته القصيرة
فكنت أتقبل دائماً كل ما يحدث دون أن أشكو لأن فى النهاية كل هذا من أجل الخبرة الإنسانية
كل هذا فيما مضى
وقد فشلت فى كل هذا
لم أجد ذانى فى الأخر
لكن فى الأخر وجدت لا شىء
ولم أفعل شيئاً بالخبرة الإنسانية لأن الحياة لا تؤمن بكل هذا
الحياة تحتاج من يستطيع ترويضها خداعها أو حتى أغتصابها لتخضع له
لكن البحث عن اليوتوبيا فى حياة لا حياة لها هو عبث مجرد من كل أتجاهات المنطق

بعد فترة من نضوجى من وهم الأخر
وفهمى لحقيقة أن لا أحد يهتم بأى أحد دون وجود مصلحة خاصةوأن المشاعر والعواطف ما هى الا وسيلة تجميلية للواقع المادى حتى نستطيع الأستمرار
رجعت للبحث عن ذاتىفى داخلى أخذت أنقب لأجد الكثير من الخبرات الإنسانية لكن لا شىء عنى
لم أقتنع فى البداية ان بعد كل هذه السنوات لم أجنى اى شىء عن ذاتى
لكن مع التنقيب المستمر بدأت الدهشة تختفى ليحل مكانها الأحباط والفشل
لا شىء
لم أجد اى شىء ذو قيمة
كل هذه الحياة كانت مجرد عبث

كان جدى يقول لى كلما كنا نسير سوياً فى شارع ناعوم بشبرا : "زمان البلد كانت أنضف من كده وأحلا, كانت مميزه وتعرفها من الصور دلوقت تحس انها عادية"
بالتأكيد ليس هنا الأن ليرى تحول المدينة العادية إلى مدينة مهجورة
تذكرت هذا وأنا أسير دون هدف فى طرقاتها
لم أعد أبحث عن ذاتى فى وجوه الأخرين
أو عن ذاتى فى داخلى
أو حتى فى طرقات المدينة المهجورة
لا أريد ذات ولا أريد حياة
أحاول ان أكون سعيداً فقط
هذا ما توصلت له بعد كل هذه المعارك التى لا تهم أحد
ولكن حتى السعادة لم تصبح شيئاً سهل
وجوه الناس باكية أو غاضبة
ناقمة على الحياة ذاتها
أو مستسلمة دون أمل لكل ما يحدث
كيف تنمو السعادة وسط هذه الأرض الميته؟

رغم انى لم أعد أبحث عن الذات ورغم أنى تخليت عن كل ما كنت أقوم به فى الماضى الا أن بعض العادات لم أستطع التخلص منها
فمازلت أنظر لعيون الناس أو علامات وجوههم أينما وُجدوا
كانت هناك أم ترتدى جلباب أسود تحاول جاهدة جر طفلها خلفها الذى كان منفجر فى بكاء مستفز فما كان منها سوى أن التفتت اليه لتضربه حتى يكف عن البكاء ثم تحمله وتكمل سيرها
طبعاً لم يكف عن البكاء لكنه أزداد فى البكاء والصراخ معاً
لم أفهم شيئاً ولم أهتم لأفهم

فى محل قريب؟
-أخر الشارع على ايدك اليمين إن شاء الله -
شكراً
-الشكر لالله -
حواربسيط التقطته أذنى وأنا أعبر من أمام المقهى
لقد تغيرت اللغة أصبحت هذه لغة أهل مصر الحديثة
يجب ذكر الله فى اى مناسبة بسبب أو بدون
كمدرس الرياضيات الذى يقول أن حل هذه المسألة بإذن الله كذا
كيف لمدرس رياضيات أن يقول هكذا؟
1
+1=2
من قبل وجود الله كفكرة أو كواقع فى الكيان البشرى
لكن عبث أن تقنع أحدهم بكل هذا
هم مقتنعون أن كل شىء لأن الله أراده
وإن لم يرى الله أن هذا صالح ... الراجل مش هيلاقى المحل أخر الشارع على اليمين عشان مقلش إن شاء الله
لقد تشوه كل شىء
وتحولت مدينتى إلى عابدى أديان ... لا الله

أحاول البحث عن السعادة فى كل شىء دون أملفى ذلك
لا أجد ما يسعدنى فى كل ما يحدث من حولى
ملكة سبأ كانت تمنحنى السلام والسعادة
لكنها لم تحتمل تلك الحياة المزيفة التى أصبحنا نعيشها
كل شىء أصبح أجوف لا صوت حقيقى له
لا معنى كما كان فى السابق
حتى البشر أصبحوا يعيشوا حياتهم منتظرين الموت أن يأتى
نعيش لأن لا شىء أخر نفعله
كل شىء فقد طاقة أستمراره وتحول إلى جماد
والأن الإنسان دخل فى تلك المرحلة ليتحول إلى جماد بدوره
انها قصة العبث التى تتحكم فى كل شىء منذ اللحظة صفر
والتى يرفضها الجميع ويفعلون ما فعلته
يبحثوا عن ذواتهم

Comments

Popular Posts