نفس الكلمات القديمة
أكتب بسبب عجزى عن الكلام
كلما أردت الحديث لا أجد القوة على تكوين جمل تحمل المعنى الذى أريده ولا أعرف كيف أحولها الى نغمات وأصوات تخرج من فاه
ودائماً كانت الكتابة أسهل
ما تفكر فيه يتحول إلى حروف تقرأ بطريقة واحدة
ليس كلمات فى وسط جمل كل شخص يفهمها كما يريد
منذ بداية أدراكى بكل ما يحدث وأنا أعلم انى وحيد
لم الاحظ ذلك فى البداية لكن بعد سنوات بدأت أراقب ما أقوم بهأراقب أفعالى وكلامى
لأجد انى مجرد متسول
يعيش طوال يومه ليتسول اى شخص يجلس معه لبضع دقائق
لا أستغله أستغلال كبيرفقط أجلس معه لأسمع ما يقوله حتى إن كان لا معنى له
مجرد الشعور أن هناك أخر جالس أمامك يتحدث معك
قد لا تعرفه معرفة قويه
قد يكون مجرد شخص القيت عليه التحية ثلاث مرات فى حياتك كلها وهو ينتظر شخص أخر ولا يريد الجلوس وحيداً
لا يهم
المهم انه كيان بشرى أخر
وأنك لست وحيداً لمدة 10 دقائق
عندما ظهرت ملكة سبأ وأختفت فهمت اللعنة
انها ليست لعنة لكنه إيمان بطريقة معينة
قرأت كثيراً عن أديان تقول أقبل المختلف أو الأخر كما هو
وكعادة كل الأديان يطلبون أشياء غير منطقية أو لا يستطيع تنفيذها البشر فى هذا الزمن
لا يمكن أن يقبل اى إنسان شخص مختلف كما هو
لن يتحمل هذا
سوف ينتقده أو يطلب منه التغير
و فى النهاية عندما لا يجد اى أستجابة لهذه الطلبات سوف يبدأ التعامل معه بفتور
أو بعدم أهتمام
انها الحياة هكذا تسير منذ البداية
المختلف يُقتل أو يُطرد من المدينة
لكن لن يأكل خبزنا أو يشرب من مياهنا
هناك الكثير من يقبلون أن يتغيروا مقابل الحصول على هذا الأخر
وهناك القليل من يرفض هذا التغيير
وهم من يحملون اللعنة لم أشعر بالوحدة مع ملكة سبأ فقد قبلتنى كما أنا
اليوم كل شىء مختلف
أصبح الجنس فى المحلات
والأديان فى التلفاز
وأنتهت الفروق بين البشر وأصبحنا كلنا نفس الشخص
الأغنياء صعدوا إلى فوق والباقى أصبح فقير و ذهبوا إلى القاع
لكن بقى شىء واحد كما هو
نبذ المختل
فهل هذا جينوم نمتاز به لم يكتشفه أحد بعد؟
وبعد كل هذه الأعوام
كما كنت
أبحث عن اى شخص لأتسول منه وقت يشعرنى به أنى لست وحيداً
وكلما فشلت فى أيجاد أحد
أصعد الى الكهف الخشبى لأجلس مع شياطينى
وأنظر الى الهاتف منتظراً اى إنسان
قد يتذكرنى
Comments