حوائط

أمس عدت إلى زوجتى السابقة
لم تغضب منى أو توبخنى على اى شىء
فقط قالت لى أفتقدتك
وحيداً معها فى كهفى الخشبى
أنظر للحياة من فوق
عدت كما كنت
مجرد متفرج غير متحمس على التدخل فى أحداثها

وحيداً أحاول نسيان كل ما حدث
أو ما سوف يحدث
أحتضن كئابتى وأنظر للكهف الحشبى فى تأمل
لماذا الإنسان ينتمى إلى المكان الذى يشعره بالأمان؟
ولماذا نسمى الشعور بالأمان أنتماء .... لا علاقه
ولماذا لا ينتمى الإنسان لشخص؟
يكون الأنتماء دائماً للجماد
هل هى عدم ثقه بأى كائن مفكر
أم فقط لأنه لا يمكن التكهن بما يشعرون أو يفكرون به
لديهم إرادة وعقل
ويمكن أن يتحول من صديقك لقاتلك
لكن الجماد
لا يتغير
لا يخدعك
لذا ينتمى الإنسان الي أرض
منزل
وطن
شىء

أمس عدت إلى كهفى الخشبى
أنظر إلى حوائطه بهدوء
هنا أصبحت إنسان
وهنا كنت اّتى كلما قُتلت أو أصبت فى الحرب
لم أُُرفض من قبل ههنا
ولم تلقينى حوائط كهفى خارجاً من قبل
بل هى مثلى .. وحيده تنتظر الرفقه
لا تبحث عنها بل تنتظرها كل يوم
كل ساعه
تداعب وحدتها وتتنتظر
تجتز كئابتها وتنتظر
وعندما يظهر مسافر
تستقبله
تحاول أن تجعله سعيداً
لكنه رغم كل شىء مسافر
مكانه ليس هنا
وتعود الحوائط تنتظر عابر أخر

قد يمر عليها عابر تراه مميز
تقول له بلغتها التى لا يفهمها أحد: لقد مر على جميع أنواع البشر أنت مختلف ومميز
يسئلها العابر : لماذا
تجيبه : لأنى أرى أنعكاسى فى عينيك ... كل من مر يرى أنعكاسه على جسدى لكنى لا أرانى عليه
يبتسم العابر ويستريح
لا تعلم حوائط كهفى الخشبى هل يبتسم مجاملاً أم لأنه أخيراً وجد من يفهمه أم لأنه فقط بحاجة إلى مكان يستريح
وتعتقد الحوائط أنها وجدت أنعكاسها
ولا تنتظر اى عابر أخر
وكعادة كل من يفكر
يتغير كل شىء فى لحظة
ويرحل العابر
وتعود الحوائط كما كانت
مثلى
وحيده تنتظر الرفقه
وتفكر فى عابر السبيل الذى رأت فيه إنعكاسها

وتمر الحياة بهدوء
طامسه معالم كل ما حدث
تغسل أثار الحوائط من كل عابر يمر
وتترك الحوائط كما هى
لأن الحياة تتعامل فقط مع الأحياء

Comments

Popular Posts