الحياة فى الداخل

لم أتحدث منذ زمن بعيد مع أى احد عنى

وضعت إعلان ووجدت الكثير أو كل من أعرفهم يلجأ إلى فجلست لأستمع وأستمع وأستمع و ...

يقولون - وهى حقيقة - أن من لا يزاول عمل أو هواية لفترة من الزمن يقل أدائه فيها ومع طول مدة عدم الممارسة يفقد قدراته على القيام بها

وفقدت القدرة على الكلام

كل مرة أحاول أصطياد أذن أحولها لفم وأتحول أنا إلى أذن

كم من مرة أستطعت اصطياد هذه الأذن وكم من مرة كالساحر حولتها إلى فم ... كثير جداً حتى تسائلت فى داخلى هل وصلت إلى درجة من الماسوشية لأعزب ذاتى بهذه الطريقة الصعبة؟

كالأسد الجائع الذى يصطاد فريسته ليطعمها بدل من أن يجعلها طعامه

وكل فريسة أقتنصها لا أجد الشجاعة لأتكلم معها بل أشعر بالذنب

فما ذنب هذا الشخص ليتحمل سخافاتى التى لن تغير شيئاً؟

فيضمر لسانى ويتسع عقلى لأحمل ما يقوله

وتتسع أذنى لتصب كل ما يريد قوله داخلها

وبعدما يتخلص من كل مشاكله جزئياً

أجدنى ملقى فى ركن كدمية أنتهى أحد الأطفال - الذي يتحول بعد عمر قصير إلى قاتل مسلسل - من اللعب بها

فأقول : لا يهمك غذاً لسوف نصطاد أذن لنحكى لها كل ما حدث

وأصدق نفسى الكاذبة

وأصدق هذا الأمل الكاذب

لأنى أعلم أنى لن أحصل سوى على فم ملىء بالكلام ولن يتبقى لى سوى الورقة البيضاء والقلم لأكتب فيها طلاسم ذاتى التى أريد البوح بها

هذه هى الحياة فى الداخل .. داخلى