الرحلة
فى يوم قال لى النبى
فأخذت ما كان بحوزتى وودعته وذهبت فى الطريق حيث تقودنى قدمى
لم أعلم ان ما قاله لى لم يكن سوى صلاة إلى الخالق ليبارك حياتى كلها فيما بعد
وبعد مسيرة طويلة أستمرت خمس ليالى وصلت إلى قرية أسمها البئر وهناك قابلت شاب مثلى على مدخل القرية فقلت له : السلام لك يا من تحمله فى قلبك
فأجابنى ولك يا من تحضره معك , هل أنت بغريب عن هذه الأنحاء؟
فأجبته بالإيجاب
فقال : إذن تكون ضيفى اليوم حتى تستقر ههنا
فذهبت معه وحكيت له عن النبى الذى تبعته منذ كنت فى الرابعة عشر من عمرى
فأجابنى : لدينا فى هذه القرية شخص عجوز نطلق عليه المجنون وهو يقول كلام شبيه بما قاله لك سيدك
فى اليوم التالى أخذنى لرؤية هذا العجوز وما أن أقتربت منه حتى رأيته يقف ويقول : هذا شخص فى قلب الله لأن الحياة فى قلبه
فقلت له : وأنت معلم وليس مجنوناً كما يقولوا عنك
أجابنى المجنون
فسئلته : وكيف أقترب؟
أجابنى : أكتشف بنفسك لكن لتكن فى قلب الله طوال رحلتك وسوف تكتشف كل شىء
فطلبت منه أن يباركنى قبل رحيلى
فصمت قليلاً ثم قال:
وفى اليوم التالى رحلت عن قرية البئر وأكملت طريقى حتى قابلت قافلة غجر راحلة حيث تقودها الريح فطلبت منهم أن أرافقهم الرحلة
فقال لى أكبرهم : أين تذهب؟
أجبته : ذاهب لأكتشاف ذاتى
فسئلنى : وأين تجدها؟
أجبته : فى كل شخص وكل مكان
نظر لى مبتسماً وقال : فلترافقنا قد تجد فى رحلتنا هذه ما يفيدك
وحتى هذا اليوم مازلت راحلاً من مكان إلى أخر لأكتشف ذاتى التى لا يعرفها أحد
لقد كبرت ونضجت يا بنى
أنت الأن تنتمى إلى الحياة أكثر من أنتمائك لعائلتك
لذا فلتذهب وتكتشف ما تقوله لك الحياة
لتكتشف ذاتك وتجعل منها أنشوده تتغنى بها الطبيعة فى النهار وتصلى بها فى الليل
لتجعل الحرية طريق والله صديق
وذاتك أقدس من شمس الصباح
لتفتخر بكونك ضال عن القطيع ولتجعل من كل كلمة تقولها تقديس لمن لم يره أحد سواك
فأخذت ما كان بحوزتى وودعته وذهبت فى الطريق حيث تقودنى قدمى
لم أعلم ان ما قاله لى لم يكن سوى صلاة إلى الخالق ليبارك حياتى كلها فيما بعد
وبعد مسيرة طويلة أستمرت خمس ليالى وصلت إلى قرية أسمها البئر وهناك قابلت شاب مثلى على مدخل القرية فقلت له : السلام لك يا من تحمله فى قلبك
فأجابنى ولك يا من تحضره معك , هل أنت بغريب عن هذه الأنحاء؟
فأجبته بالإيجاب
فقال : إذن تكون ضيفى اليوم حتى تستقر ههنا
فذهبت معه وحكيت له عن النبى الذى تبعته منذ كنت فى الرابعة عشر من عمرى
فأجابنى : لدينا فى هذه القرية شخص عجوز نطلق عليه المجنون وهو يقول كلام شبيه بما قاله لك سيدك
فى اليوم التالى أخذنى لرؤية هذا العجوز وما أن أقتربت منه حتى رأيته يقف ويقول : هذا شخص فى قلب الله لأن الحياة فى قلبه
فقلت له : وأنت معلم وليس مجنوناً كما يقولوا عنك
أجابنى المجنون
كل من لمس قلبه سر الحياة أصبح مجنوناً لأن تلك الحياة لا تصلح للعقلاء
لأن العاقل وحده هو من يموت فى النهاية
أما أبناء الحياة فأبداً لا يموتون
أنت تبحث عن ذاتك لن تجدها حتى مماتك
لكنك سوف تقترب من سرها يوماً بعد يوم حتى تصل إلى سرك أنت الذى وضعته أنت مع الخالق قبل بدء الحياة
فسئلته : وكيف أقترب؟
أجابنى : أكتشف بنفسك لكن لتكن فى قلب الله طوال رحلتك وسوف تكتشف كل شىء
فطلبت منه أن يباركنى قبل رحيلى
فصمت قليلاً ثم قال:
لتكن فى قلب الله
وتكون ثورة الله طريقك
وتمرد الحياة قدمين لك
ليكن جنونك منبع قوتك وقيدك الذى يقيدك حتى أنتهاء أيامك
الحياة بحاجة اليك أنت فلا تتركها وتذهب إلى الكهوف لتعيش
بل أسفل أشجارها, شمسها وقمرها
لأن هذا نا يقوله لك قلبك
وفى اليوم التالى رحلت عن قرية البئر وأكملت طريقى حتى قابلت قافلة غجر راحلة حيث تقودها الريح فطلبت منهم أن أرافقهم الرحلة
فقال لى أكبرهم : أين تذهب؟
أجبته : ذاهب لأكتشاف ذاتى
فسئلنى : وأين تجدها؟
أجبته : فى كل شخص وكل مكان
نظر لى مبتسماً وقال : فلترافقنا قد تجد فى رحلتنا هذه ما يفيدك
وحتى هذا اليوم مازلت راحلاً من مكان إلى أخر لأكتشف ذاتى التى لا يعرفها أحد
Comments