خواطر العبث فى أسلوب الحياة

وحيداً فى ركن مقهى مظلم لا أحد جالساً عليه سواى
فنجان القهوة السادة وحجر المعسل يبعث الدفء فى وسط هذا البرد
لا أحد سواى أنا والعامل وهو ما أدخل عنصر أفتقده فى الأونه الأخيرة ... الهدوء
هدوء أفتقده كثيراً لا أصوات بشر يتحدثون أو أصوات سيارات وباعة لا يبيعون شيئاً ذو قيمة
هدوء الخليقة فى الساعة صفر الذى لم يشهده سوى الخالق
هل لأنه شاهد هذا الهدوء أصبح الخالق؟
هل لأننا حطمنا هذا الهدوء أصبحنا الخليقة؟

أخفض العامل الأضواء الكثيرة المضيئة وجلس على الباب منتظر رحيل أخر الزبائن حتى يقفل المقهى
لكنى لن أترك هذا الهدوء بهذه السرعة

هل يمكن إيقاف الزمن إن وصلت إلى حالة الأكتفاء؟
لا يمكن إيقاف الزمن رغم أنه من أرخص السلع فى هذا البلد بعد السلعة الرئيسية الإنسان
لا يوجد ضمان على الإنسان
إن أصاب مكروه اى سلعة أخرى تجد ورقة الضمان التى توعدك بالأصلاح أما الإنسان ... ؟

جلست مع الله منذ زمن طويل وتحدثنا وأتفقنا
ولم يتم تنفيذ اى حرف من الأتفاق
فأخذنا معاد أخر فى مكان مختلف
وتحدثنا وأتفقنا مرة أخرى ودفعت حساب ما طلبناه ورحلنا
ومرة أخرى لم ينفذ اى أحد اى جزء من الأتفاق
مازلنا أصدقاء لكننا لم نعد نتقابل كثيراً
لأن حياة كل منا أصبحت مليئة فلم نعد نجد وقت فراغ لتنقابل

أنظر من خلال النافذة المرسومة
لأشاهد حياة مختلفة عن ما شاهدته من خلال عيني
الألوان مختلفة والأبعاد أكثر
حياة أكبر وأعقد
لكنها ليست أسواء وهذا ما جعلنى أشاهدها كلما أتيحت لى الفرصة

لنكتفى بهذه الخواطر لأنى لا أرغب فى المزيد من الكلام لأنه يصيبنى بالأكتئاب
مجرد خواطر العبث فى أسلوب الحياة

Comments

Popular Posts