صوت صارخ فى عقلى ... أين أنت؟

سكن القلم والقلب عن الكلام
وماتت فكرة من قبل ظهورها
وأنتهى العصر الذى أنتظره الجميع
صوت الله لم أسمعه من صراخ الأموات
صوت الله لم أسمعه من صوت الرصاص
فقلت له : لماذا لم تعد تتحدث؟
أجاب : لأن العصر الذى تنتظره مات فى قلبك

ذهبت إلى الصحراء لأسمع دقات قلبى
لأن صوت السيارات والناس فى شوارع مدينتى منعنى من حسن الأستماع
لكنى لم أسمع سوى ثلاث دقات وصوت إنكسار

أغلقت على نفسى مضجعى وأنتظرت لأسمع صوت عقلى
لكنه لم يحدثنى
وفى الليل لم يرد الله على كلامى
فذهبت إلى بيت الله لألقاه
أجابنى خادم البيت : لقد رحل
أنتظرك كثيراً فعندما تأخرت ذهب للبحث عنك

فنزلت إلى حى السارقين والزناة لأبحث عنه هناك
سئلتهم عنه
فأجابونى : لقد رحل جاء وجلس معنا وحدثنا عن ما يطيب قلوبنا وسئل عنك ولم يجدك
لكن إن وجدته قل له أن يأتى لنا مرة أخرى

فرجعت إلى مضجعى وأخذت أنتظر مجيئه لكنه لم يأتى

صعدت إلى الجبل - حيث أستلمت لوحى الشريعة من قبل - أبحث عنه أو لأستمع إلى صوت قلبى لكنى لم أجده
وعند نزولى من الجبل رأيته منتظراً
قال لى : أخيراً وجدتك ... أنت تريدنى
- نعم أريد ان اتحدث معك
- معى أم مع قلبك؟
- قلبى كُسر ومات لم أعد اسمع صوت أضطرابه
فقال لى بحزن : لأن العصر الذى تنتظره قد مات فى قلبك
قلت له : وأنت تحى الأموات, الأبرار والأثمة
أجابنى : فقط من يؤمن
أجبته : أؤمن
- أتؤمن بما تنتظره وأن هذا العصر سوف يأتى
- نعم أؤمن ... لقد ضعفت فقط لكنى أؤمن
فأبتسم لى وتركنى

الأن ما عدت أسمع صوت الأنكسار فى قلبى

Comments

Popular Posts