الأوراق المفقودة من الخميس 27/4/2006 إلى الثلاثاء 6/2/2007 : الجمعة 11/8/2006

المكان : مقهى بجانب المنزل

الزمان : الجمعة 11/8/2006

مجرد أفكار وكلمات كتبتها قبل رحيلى فى اليوم المذكور

أجلس فى هذا المكان مبكراً أراقب الناس القليلة السائرة أمامى
أفكر فى لاشىء لأتسائل هل فقدت أهتمامى بكل شىء؟
أنظر إلى طفل يحمل عيش بلدى سائراً على الطريق فأحسده
أنه صغير ويمكنه التحكم فى مستقبله الذى لم يعشه بعد
لم أشعر من قبل بالخواء مثل هذه الفترة وهو مايزيد أكتئابى
ورغم طقوس الأكتئاب المعروفة والحالة النفسية يتعامل الإنسان مجبراً مع البشر ويستيقظ كل صباح ليحلق ذقنه ينظر إلى أنعكاس وجه ليرى وجه شبح أمامه
لم أعد كما كنت مازلت أستغرب وجهى
أصبح هزيل أصفر وشعر قصير لا يظهر من الضوء
أتذكر فى كل لحظة ما أردت أن افعله فى حياتى لأجد أن الأوضاع الحالية فى كل الدول القريبة تتلاعب بى
مهاترات بين رؤساء يدفع ثمنها شعوب
ينظرون إلى المجموع الكلى للبشر لا للفرد
وهذا لأن الفرد لا قيمة له
لأنه مجرد شخص
- حاجة لالله يا ابنى
أرفع نظرى لأرى سيدة متسولة عجوز تقف أمامى ودون اى رد فعل
- يسهلك يا حجة
وأكمل قهوتى
كم من مرة بكيت على كل هذا
تمر سيارة أتارى ببطء أمامى فأنظر لهم بأستحقار
لا يفعلون شيئاً يذكر
أتذكر مواقف عديدة مرت بى كانوا يجب التدخل فيها لأنقاذ أشخاص ولكنهم كانوا من البشر التى تقف لتشاهد ما يحدث
أراها تهدىء من سرعتها وينظر لى من بجانب السائق
- فيه حاجة؟
أنظر له بأحتقار وأقول
- أنت فيه حاجة؟
فتتوقف على الفور لينزل الى
- بطاقتك
دون أن اقف : مش من حقك أنت انك تسئلنى على البطاقة
- بطاقتك
أخرج له الكارنيه دون أن انتزعه من حافظه النقود لأريه له
ينظر بعجز وقبل أن يرحل
- فيه أسلوب أحسن من كده للكلام
أجيبه
- وماله مش عيب
ترحل السيارة لتبحث عن كائن ضعيف أخر

مازال الطريق أمامى فارغاً الجميع نيام
من سوف يستيقظ فى مثل هذا التوقيت المبكر
أتذكر انى كان يمكن أن أكون من هؤلاء النائمون لكن ...

- أنت فلاح يالا؟
ينظر مختار إلى الصول بكل أشمئزاز ثم بقول له بصوت غليظ
- أنا صعيدى مش فلاح
ينظر له الصول ويقول
- ومالهم الفلاحين يا وله هما اللى بيوكلوا البلد
بأقصى علامات الأستحقار يجيب
- أنا مش فلاح وعمرى ما هبقى فلاح ... وأنا اللى بوكل نفسى ... أنا صعيدى
يقولها بكل حزم متكأ على كل حرف من كلمة صعيدى
ينظر له بغيظ دون أن يعلم بما يجيب ويتركه
وترتسم علامة نصر فى عين مختار

أتذكر ما شهدته أمس لما حدث للبنان من تدمير وتسائلت لما يحدث هذا؟
من كل البلاد العربية لماذا لبنان؟
البلد التى رسمها الله بيده ووضعها فى هذا المكان لتكون بلد أبداعية
لما يحدث هذا؟
جميع من أعرفهم من أشباه الشيوخ الذين يدعون الإيمان كانوا يكرهون هذه البلد لأنها مصدر الخلاعة فى الوطن العربى - رغم عدم أقتناعى أنها دولة عربية لأن الله أبداً لن يرسم دولة عربية - الأن الجميع يريد الجهاد إلى هناك
وعند سؤالهم ... مش مهم البلد المهم أن اليهود يموتوا
أى لا احد يبكى على هذا البلد المقدس
بالتأكيد لا أحد بينهم قد أستمع من قبل إلى صوت فيروز أو قرأ كتاب النبى لجبران أو يعلم اى شىء عن هذه البلد
لكن الأن أصبح هدفهم البلد المقدس لبنان
عشان يقتلوا اليهود
ليذهب العرب واليهود والأخوان إلى الجحيم مع كل هذا النفاق الذى يحدث من حولى
أريد الراحة من كل هذا
لكن الراحة لا تأتى لمن يريدها مثل النقود والأحلام وكل شىء يريده أى شخص

Comments

Popular Posts