أرواح تائهه

بعضهم يحاولون الأستمرار
رغم تشوه كل ما كان نقى
وتصدع جميع الألهة

يخبو الأمل فى قلب الإنسان
ينطفىء الرجاء فى العالم الخاص به
كل ما يتبقى دخان
تزويه رياح الصيف الساخن

يصرخ مثل صرخة المعلق على الخشبة
إيلى إيلى لما شبقتنى
لكنه لا يسلم الروح
ولا ينشق حجاب الهيكل
ولا تتزلزل الأرض
ولا تنفتح القبور ليقوم الأموات
بل تستمر الحياة

ينظروا إلى الإنسان وتسمع أصواتهم الغريبة
لقد تغير ... لم يعد كما كان
ولا يرى الإنسان في وجوههم ما كان يريده
لقد تغيروا هم أيضاً
أصبح الجميع غرباء

يشاهد ما يحدث حوله
لم تعد متعته بالمشاهده كما كانت
كل ما يراه تنويعات على نفس اللحن
لحن حزين لم يسمعه أحد سواه
لا تجديد فيه
أو أبداع

فى المساء المدينة كما هى
وحيدة
حزينة
لكن دون الإحساس
تطفىء أنوارها ليبقى وحده فى ظلامها
لا يشعر سوى بخطواته المترنحة على الأسفلت
الذى لم يعد يعرفه

عند شروق الشمس ينظر للخشبة المعلقة فى وسط الشارع الضيق
لقد أنتزعوا الصارخ ليدفن لا يوجد سوى أثار دمائه
لذا فيذهب ويعلق نفسه عليها
ويصرخ صرخة عظيمة ليسلم الروح

Comments

Popular Posts