ليلة المجنون الأخيرة

لم أعد مستحق أن أتحدث بكلمات الألهة أو حتى الهمهمة بها
قابلت المجنون ليلة أمس على حدود قريتى فما أن رأنى مقترباً حتى قال : ماذا حدث لك ؟ لما هذا التغير فى قلبك ما عدت أرى ذاتى كما كنت أراها من قبل فيك
فلم أعلم بما أجيب فما قد نطقه هو شعورى أتجاه ذاتى
فأكمل بحزن لم أسمعه من قبل منه : إن مت فلا تستسلم
إن خبى الضوء الذى فى داخلك فحاول إشعاله مرة أخرى
إن فقدت رجائك فحاول أن تخلقه من جديد
لكن أبداً لا تتحول من وحدتك إلى القطيع
تفردك خلق وأوجد فيك كلام الألهة
ومن أستمع إلى كلماتها المقدسة ما عاد كما كان
ها أنت ترانى أرتحل من مدينة إلى قرية أبحث عن من أكتشف ذاته
أحاول معه خلق واقع يرفضه الأخر لم ايأس
كان تلميذى فيما مضى من أكثر من رأيتهم قد توغلوا فى عمق ذاتهم لكن يوماً كل شىء أنتهى بسبب العقلاء ورأيته يهتف فى شوارع مدينته : لما مات المجنون وكان موتى له عظيماً
لكنى لم ايأس لأنى تذوقت كلمات الألهة
تغير حياة البشر وتصنع منها الحان لا يفهمها أحد
حتى من مات بعدها لا يعود مثل البشر بعد ذلك
لكن فى وحدته يكمل حياته رافضاً اى أحد فلا تموت حاول أن تنتصر
وقام المجنون فى وقتها ونظر لى بحزن وقال: لقد أنتهت هذه القرية سوف أرحل إلى مكان أخر لم يمس ترابها نسيم الحياة ولم تستمع طبيعتها إلى كلام الألهه
ورحل مثل ظهوره فى هدوء

Comments

Popular Posts