زحمة 3 : أنسان

فى البدء رجل و أمرأة و ثالثهم الرب
فى الماضى رجل و أمرأة و ثالثهم الحب
الأن رجل و أمرأة و ثالثهم الشيطان
لقد شوهنا بجدارة ما خلقه الرب

فكر الله فكر متمرد فكر الأنسان فكر عقلانى
فمن حطم قيود الأنسان أخذ يعانى من نظرات من حوله
ومن لم يهتم بنظرات الناس عانى من نقدهم و حكمهم الفكرى
و من لم يهتم بهذا أيضاً أصبح مجنوناً ...... أو المسيح و فى النهاية مكافأته الموت

الموت نوعان
و وجوده فى مكانين
هنا و هناك
هناك من السهل تمييزه أما هنا ....
أما هنا فلا يمكن
أموات تسير على قدميها تنظر الينا تتحدث معنا و لا نعرف أنهم اموات
لا احد يعرف سواهم
كل من توقف عن ابداع أو تفكير فهو ميت
فلترحمنى يا إلاهى لقد بدأت أشعر بهذا الأحساس ...... الموت

و قال القاضى :
"لذا فقد حكمنا عليه بالموت نتيجة كل ما فعله و قاله و صنعته يداه"
نظر اليهم بحزن و قال :
" أسف لأنى أستخدمت عقلى أموت الأن ولكن الكلمة التى لم اقلها سوف يقولوها من يأتى بعدى"

كنت أريد الذهاب إلى المدينة المقدسة و لا طريق إلى هناك الا بالمرور بطريق الجبال المشهور بالثلاث مدن الكبيرة
على طريق الجبال كان هناك يستعطى
رأنى و ابتسم اندهشت فضحك
سألته فأجاب سألنى فأجبت
أضيئت حياته فقام وذهب إلى الجبال
أضيئت حياتى فجلست مكانه لأستعطى

ماذا تريد منى ؟
أمرك أنا مالك هذا العقل بالخروج لا أريد جنونك أو ثورتك
من حقى أن أعيش أعمل أتزوج انجب أطفال و ...... أنا اسف
لا أستطيع فلتبقى كما انت لقد فقدت ذاتى للحظة

نظر الجميع له و قيل له حدثنا عن الخطيئه
قال : ما الخطيئه سوى نظرة خاطئة للخير
و ما الخير سوى نظرة إيجابية للخطيئة
ما ترونه ليس ما اراه و ما أعتنقه ليس ما تؤمنون به لكنكم تستمعون لما أقوله رغم أن وقعه على اذانكم مؤلم
تظلمون الزانى و الزانيه رغم أن الكثير من المتزوجون على شريعة الخالق زناة لأنه ليس فى وسطهم و حبه ليس قيد لهم
الا ترون أن ما اقوله خطيئه فى حق كهنتكم ؟
فأيد البعض و عارض البعض
فقال : هذا ما قصدته بالخطيئه
و تركهم و أكمل طريقه فى طريق الجبال حتى يصل إلى المدينة المقدسة

حكمة البشر أعظم من حكمة الألهة
فلسفة العقل أعقد من فلسفة الألهة
لكن الجميع يميل إلى الكمال و يلجأ الى الألهة
رغم تميز البشر عن الألهة بأقتناعهم بقدرتهم البسيطة

إلاهى متمرد إلاهى حر إلاهى إنسان إلاهى غير محدود إلاهى محب إلاهى يبكى حزناً من أجل كل ما يحدث
و أنا ابكى لأن الوحدة قتلت المجنون .... إلاهى

فلتهمس فى أذنى بما تريد أن تقول فلن أتردد فى أن اقوله لأن يجب أن يقول أحد الكلمة اللتى لم تستطع أن تقولها

عندما تركت المنزل كان يبتسم
و عندما رجعت كان يبتسم
رحلت عن بلادى و قاتلت فى حرب ليست حربى مع ناس لم أقتنع بقضيتهم و كان يبتسم
و عندما تعبت و رجعت كان هناك واقفاً كما كان
و قال شىء واحد : أخيراً لقد عدت يمكن أن اموت فى سلام الأن و رحل

أخر مرة كنت جالساً مع صديقى "كمرح"
قلت له
- مكتئب
- ليه ؟
- المجنون مات
- لأ مماتش أنت الى قتلته
- لأ أنا مقدرش اعمل كده
- ليه ؟ أنت عملته أنت موته أنت إلاهه
- علشان كدة أنا مش عايز عيال
- الموضوع مش كدة بالظبط كل حاجة لهدف المجنون خلص هدفه و مات
- و التانى اتجوز و مشى برضه ..... ايه؟ خلص هدفه؟
- على العموم أنا قاعدلك حتى لو الأتنين الى متبقيين مشيوا لكن على العموم أنا متأكد انك اول واحد هتمشى
- أنا ؟
- يا سيدى أنا قاعدلك حتى لو مشيوا قلتلك ثم أنا عارف و أنت عارف أن مافيش حد حتروح معاه الى زيك صعب يلاقوا حد
- و يعيش الأنسان وحيد حتى يموت أنا عرفت ليه الناس بتتجوز
- ؟
- علشان يبقوا وثقين أنهم مش هيبقوا لوحديهم
- عندك المجنون
- أنا قتلته

Comments

Popular Posts