من حقى أن اصرخ .... إنسان قديم
من حقى أن اصرخ
من حقى أن ابكى
من حقى أن اُعَبر دون أبداء أى اسباب
لن أنافق و أقول ان الشعلة ما زالت مشتعلة
لقد ماتت منذ زمن بعيد
لكن الأسم و الشهرة لم يمت صداهم
و من وجهة نظرى لن يموتا
أين التحطيم الذى كنت أمتاز به
أدخل فى معبد أفكاركم و أحطم تماثيل الهتكم
و أزدرى كهنتكم و فى النهاية أترككم مشتتين
لقد أنتهى و لا سبب له
لكن ما زالت سمائى ملونه بكل هذا
أن من يترك القطيع يموت و من يسير فيه يكون
هكذا كانت الحكمة التى يبُست على السنتكم
و كانت حقيقتى الخاصة تقول لا حاجة لى إلى القطيع
أنا قطيع نفسى و عقلى شريعة حياتى و قلبى نموس لوجودى
و هاجمت القطيع
و هاجم الإنسان القديم القطيع
و لم ننتبه أننا قد اسسنا قطيع أخر ... هل يمكن أن أطلب المغفرة الأن؟
و كل يوم تشرق الشمس فى سمائى الملونة
أنا رافض ما حدث لى
و رافض ما يحدث و ... فقط
كنت أبحث عن الإنسان القديم بعد الحرب التى أقمناها على القطيع
و تتبعت أثاره لكنهم قالو لى لقد تزوج و رحل و لم أصدقهم
و فى يوم وجدته كان حامل الجريدة و الفاكهة و يسير متجه نحو منزله الجديد
أستوقفته تكلمت معه لكنه لم يتذكرنى فرحلت
لقد أكتشفت أن الكثرة تغلب الجميع
و فى الليل عندما تغرب الشمس تصبح سمائى سوداء دون الوان
بعد فترة مات صديقى المجنون
و كنت الوحيد الذى يسير فى جنازته
و كنت الوحيد الواقف على قبره لأودعه
و أصبحت الوحيد الأوحد من بعده
عندما سمعت صوت الإنسان القديم
كان يصرخ و ينادى: لقد تذكرتك أين أنت لم أركْ منذ زمن
فنظرت له بعدم ثقة و أجبته : كنت أدفن عائلتى ... لقد رحل المجنون
فلم أفهم تعبير وجه
و لم أفهم ما قاله
و أحسست أن هنالك خطىء
دون الوان, ملونه بلونى, سمائى التى لا يراها أحد
و مرت الأيام و رأيت الإنسان القديم العديد من المرات
و تحدثنا عن ما فعله فى سنواته السابقة
و تحدثنا عن زوجته
و كيف توفيت دون أن ينجبا أبناء
و كيف أنه سعيد بأسترداد حريته
و .... فقط
أختبىء عند ميلاد الشمس و أخرج عند موتها
و مازالت القصة مستمرة
إلهى الا تستطيع أن تنهى كل هذا لقد سئمت من كل شىء
لأنى عندما صرخت قالوا ليس من حقك أن تصرخ
و عندما بكيت قالوا ليس من حقك أن تبكى
و عندما عَبرت .... لم يهتم أحد
و مازالت النهار يقتل الليل و الليل يُنَصِف النهار
Comments