الشعور الميت أتجاه حياة البشر
لقد أصبح القتلى لا يعنوا شيئاً لى
الشعور لا يتحرك أو يتأثر مع سماع مصرع هذا أو ذاك
و رغم هذا فأقتناعى لا يتزحزح بإنسانيتى
لقد أمتلىء الهواء الذى نستنشقه بأرقام الأموات حتى أصبحت مجرد أرقام
مجرد أحصائات
لا أعلم سبب هذا ال "الشعور الميت أتجاه حياة البشر" لكن ما أُلاحظه انها سمة أصبح كل الشعب المصرى يمتاز بها
السبب ... لا أعلم و لست هنا لمناقشة الأسباب
لقد أدت الحالة التى أطلقت عليها "الشعور الميت أتجاه حياة البشر" إلى ردود فعل نمطية أعتدنا عليها
حتى المظاهرات التى يقوم بها الزملاء فى الجامعة أصبحت كالعادة يجب القيام بها
يقتل ناس هناك إذاً يجب أن نتظاهر نحن هنا
حتى هذا الرد الفعل الثائر - رغم عدم أقتناعى به - أصبح عادة أو واجب
قرأت اليوم خبر مصرع 3 مصريين على الحدود الأسرائيلية
قُتلوا خطأً
حرس الحدود الأسرائيلى أعتقدوا انهم مخربون يحاولون زراعة بعض الالغام
لا أعلم ما هو الرد الفعل النموذجى - إن وُجد شيئاً كهذا - الذى يجب أن يقوم به شاب مصرى أتجاه خبر كهذا
لكن التعليق الوحيد الذى وجدته على أفواه من هم فى مثل سنى
"أحنا ناقصين .... هو لازم بالعافية ندخل الجيش؟"
و هو كان أول رد فعل أقوم به عند سماع هذا الخبر ..... " أنا مش عايز أتبعت فى الجيش "
لم يهتم اى أحد بالمصريين الذين قُتلوا
لماذا؟
بسبب حالة "الشعور الميت أتجاه حياة البشر"
الكل نظر برعب إلي "هضيع 3 سنين فى حاجة مش هتنفعنى و مش هتنفع البلد ببصلة"
لن أعتبرها قلة وطنية أو قلة أنتماء لهذا الوطن - هو بعنى ايه وطن أصلاً - لكن رد فعل وُجد على نطاق واسع فى فئة كبيرة من الشعب : الشباب الجامعى
الشعور أتجاه سماع أخبار القتلى
هو نفسه الشعور عند سماع أرقام تقال أمامك ... لا شىء
لقد أستطاع الأعلام - بطريقة غير مقصودة - قتل الشعور الإنسانى أتجاه موت الأعداد الضخمة من البشر
أعتقد أن هذه الحالة كانت موجودة منذ زمن لكنها أزدهرت فى الفترة الأخيرة و أصبحت ملموسة أكثر
و أنهى بجملة قالها ستالين : موت شخص واحد هو كارثة ... لكن موت جماعة مجرد أحصائات
Comments